أم رُكْبَة سو...... أم شوشة......... الإسبانية......... الخ......🗣
ما سبق هي حجارة منجنيق قَصَفَتْ قلاع النخوة والرجولة عند بعضنا في السنوات الأخيرة.. حجارةٌ صُنِعتْ من (ثقل) الطينة مع كثيرٍ من (ثقل) الدم؛ ضربت مجتمعنا عن طريق مَنْ عليهم الشرهة؛ يرسلونا على هيئة مزحٍ ثقيل تارة... وعلى هيئة فضفضةٍ سخيفةٍ تارة أخرى، ... هذه الحجارة لم تضرب قلاعنا من خارج مجتمعاتنا، بل كان خط إنتاجها كاملًا من صنع أيدي بعض حماة النخوة والمراجل محليًا داخليًّا. الحجارة التي هزت قلاع ومعاقل نخوتنا هي: الإساءات والسخرية المريرة التي أطلقها (طوال الشوارب واللحى) على بنات مجتمعنا على شكل طُرَفٍ واتسيةٍ وتوتيريةٍ تداولها القاصي والداني من مشرق الأرض إلى مغربها، ومن شمالها إلى جنوبها، حتى رسخوا تلك الصورة المشوهة الكاذبة في أذهان كل من لا يعرف حقيقة الأمر، ومن أمثلة تلك الإساءات ما ذكرته في بداية مقالتي، متناسين أنّهم يسخرون من أمهاتهم، وأخواتهم، وبناتهم، وزوجاتهم، حتى صدّق قسم كبير من الشباب هذه الترهات السخيفة فأصبحوا يتغنون بجمال ممثلات ومغنيات ومشهورات من دول أخرى عربية، وأعجمية مقابل استنقاص واحتقار لبنات مجتمعهم، بل وصل الحال ببعض الرجال أن يذم بطريقة غير مباشرة حياء نسائنا، مقابل التغني بجرأة غيرها في معرفة أمور لا يمكن معرفتها إلا من خلال النظر إلى بعض الوسائل المحرمة الخالية من الحياء والخجل، نعم يا كرام من صنع حجارة المنجنيق المؤلمة التي قصفت قلاع نخوتنا، هم بعض من يفترض فيهم حماية سمعته وسمعة بنات مجتمعه. دون إدراك لعواقب مثل هذه الأمور السخيفة التي غُلفت برداء النكات والمزح، ولو فكّروا بمنطق سليم، وفكر رجولي حقيقي لأدركوا أن نشر هذه الأمور والتغني بها له عواقب كارثية مؤلمة، منها:
- الألم النفسي الرهيب التي يسببه مثل هذا الكلام على النساء بشكل عام وعلى الفتيات الصغيرات والمراهقات بشكل خاص.. خاصة إن شعرن أن نظرة أقرب الناس لهن بهذا الشكل المشوه والمقزز.
- التأثير السلبي على الجيل الجديد من الشباب الذي نشأ وهو يسمع مثل هذه السخرية في حق بنات مجتمعه مما يسقطهن من عينه، ويبدأ بعقد مقارنات ظالمة بينهن وبين من يراهن في وسائل الإعلام والتواصل.
- الحطّ من شأن وقدر بنات مجتمعك مقابل الرفع من شأن بنات مجتمعات أخرى تختلف عنّا في العادات والتقاليد والدين والظروف، حتى رأيت بعض المقاطع المصورة لفتيات من دول عربية مختلفة يتغنجن بالكلام دون حياء ويسخرن من بنات مجتمعنا بنفس ألفاظ (ربعنا ذوي الشنبات واللحى)، وحين رُدَّ عليهن، قلن: نحن لم نأت بشيء من عندنا، أنتم من يصف بناتكم بهذه الأوصاف.
وما نراه الآن من انفلات بعض بناتنا في وسائل التواصل في اللباس والاحتشام، وإبراز بعض المفاتن بطريقة أو بأخرى هو رد غير مباشر على من كذب بحقهن من أبناء جلدتهن، بل إن ردة الفعل تجاوزت إلى أعمق من هذا من خلال تغزلهن برجال وأشباه رجال من عرب وعجم، انتقامًا ممن قلل منهن عبر سنوات عديدة.
فيا أهل النخوة والشهامة والمراجل ارفعوا من شأن بناتكم ونافحوا عنهن، واذكروا محاسنهن الكبرى التي تشرّف مجتمعكم، وفاخروا بحيائهن، وحشمتهن، ووقوفهن في أحلك الظروف مع آبائهن وأزواجهن، وإخوانهن، فالرجولة الحقيقة ليست بذكر أوصاف جسد المرأة مدحا أو ذمًا بل بالتفاخر بأخلاقها ومنجزاتها، والدفاع عنها. رمموا ما تصدع من جدران قلاع نخوتنا، حتى يشعر نصفنا الآخر بالأمان.
قفلة🔏: كل مجتمع فيه الخير الكثير، ودفاعنا عن بناتنا، لا يعني الإساءة لغيرهن.
كتبه✍
خالد بن عبد العزيز الخلف
أبو حسان
شتاء عام 1442هـ